الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

فما فوقها ؟!!

البقرة ـــ26

ـــ بعد انتهاء المسرحية الهزلية المفرطة فى السذاجة المسماه بالإنتخابات البرلمانية نعاود الكتابة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالأمس لم أستطع النوم مطلقا ليس بسبب مشاكل العمل وتسلط الرؤساء وضحالة فكرهم والإعداد لما هو مطلوب غدا

وليس بسبب مشاكل الأسرة و مدارس الأولاد وتفاهة زوجة تناقش طبيخ الغد

وليس بسبب ما يسمونه بالمرحلة الحرجة المقدمة عليها البلاد أو المنعطف التاريخى أو الإنتخابات البرلمانية التى انتهت بالأمس

وليس بسبب إنتخابات رئاسة الجمهورية المقبلون عليها فى العام القادم بإذن الله والإعداد الحالى لها من تزوير وتدليس ورفض الرقابة سواء محلية أو دولية أو مؤسسات مجتمعات مدنية والقضاء على الرموز الشريفة فى البلاد و الإتيان بأشخاص أقل منهم أو مشهود لهم بالفساد والإفساد لتهيئة العروس للعريس

ليس بسبب كل هذا أو أكثر منه ولكن السبب بسيط جدا وهو ناموسة

نعم ناموسة ظلت تطن وتزن وتدورحول رأسى فلم أستطع النوم فتذكرت الأية الكريمة " إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " صدق الله العظيم

وتذكرت كيف أن بعوضة قضت على النمرود وكانت لا تسكن ولا تهدأ إلا إذا ضرب بالنعال على أم رأسه ..... فيالها من مهانة ….

وأثارنى الموضوع وسألت نفسى لماذا هذه الليلة بالذات يكثر فيها الناموس ؟ وكيف تعثر على وسط ظلام الغرفة ؟ وكيف تمتص دمى وتحدد مساراته أسفل جلدى داخل سراديبه ؟

وكانت الإجابة مذهلة بحق ......

معجزة إلهية بحق فتأمل........

الذى يقوم باللدغ أو المص هى الأنثى وهذا يحدث فى موسم التكاثر حيث أن طعام البعوض عامة من رحيق الزهور ولكنها تحتاج للدم من أجل لتغذية الصغار وهى لديها القدرة على رؤية الإنسان فى الظلام باستخدام الأشعة تحت الحمراء (جهازأشعة ) كما فى طيرانها لديها جهاز تحديد المواقع ( جهاز GPS ( على درجة عالية من الكفاءة وعندما تستقر على جسد الإنسان تستطيع تحديد مكان الشريان (جهاز سونار ) للحصول على الدماء الطازجة المحملة بالأوكسجين وكذلك لديها القدرة على التمييز بين الوريد والشريان (لا أدرى أى جهاز هذا ) وقبل أن تغرس خرطومها الثاقب الماص ( جهاز ثقب وشفط هيدروليكى ) تستخدم مخدر موضعى على جلد الإنسان ( جهاز تخدير ) حتى لا تشعر بها فتتململ أثناء قيامها بعملها

ولقيامها بعملية الإمتصاص هذه أكثر من مرة ليلا على أكثر من شخص ــ وهنا المعجزة الكبرى ــ كيف لا يتجلط الدم بداخلها وكيف مع اختلاف فصائله يمتزج داخلها بيسر وبلا مشاكل ؟

وكانت الإجابة الأكثر إدهاشا لأن بداخل هذا المخلوق الصغير الكبير القوى الضعيف جهاز فصل ومنع تجلط الدم

سبحانك ربى

كل هذا فى بعوضة ... بعوضة فى إمكانى أنا الإنسان المغرور بنفسه أن أقتلها دون أن أشعر بها .... أن أدمر هذا المعمل الإلهى المتكامل ولا تهتز لى شعرة واحدة وبعض المتكبرون يضرون بها المثل فى قدرتهم على فعص شخص آخر

الآن فهمت لماذا قال ربنا الحق سبحانه و تعالى " إن الله لا يستحى ...." الآن فهمت لماذا استخدم المولى عز وجل "يستحى" بمعنى يستنكف

والآن فهمت أيضا قوله " فما فوقها "

الآية بها إشارات واضحة إلى الأنثى " بعوضة ، فوقها "

ويقول ابن كثير فى تفسير قوله " فما فوقها " :

( وَقَوْله تَعَالَى " فَمَا فَوْقهَا " فِيهِ قَوْلَانِ أَحَدهمَا فَمَا دُونهَا فِي الصِّغَر وَالْحَقَارَة كَمَا إِذَا وُصِفَ لَك رَجُل بِاللُّؤْمِ وَالشُّحّ فَيَقُول السَّامِع نَعَمْ وَهُوَ فَوْق ذَلِكَ - يَعْنِي فِيمَا وَصَفْت - وَهَذَا قَوْل الْكِسَائِيّ وَأَبِي عُبَيْد قَالَهُ الرَّازِيّ وَأَكْثَر الْمُحَقِّقِينَ. وَفِي الْحَدِيث " لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا تَزِن عِنْد اللَّه جَنَاح بَعُوضَة لَمَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَة مَاء " وَالثَّانِي فَمَا فَوْقهَا لِمَا هُوَ أَكْبَر مِنْهَا لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء أَحْقَر وَلَا أَصْغَر مِنْ الْبَعُوضَة وَهَذَا قَوْل قَتَادَة بْن دِعَامَة وَاخْتِيَار اِبْن جَرِير فَإِنَّهُ يُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَا مِنْ مُسْلِم يُشَاك شَوْكَة فَمَا فَوْقهَا إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِهَا دَرَجَة وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَة" فَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يَسْتَصْغِر شَيْئًا يَضْرِب بِهِ مَثَلًا وَلَوْ كَانَ فِي الْحَقَارَة وَالصِّغَر كَالْبَعُوضَةِ كَمَا لَا يَسْتَنْكِف عَنْ خَلْقهَا كَذَلِكَ لَا يَسْتَنْكِف مِنْ ضَرْب الْمَثَل بِهَا كَمَا ضَرَبَ الْمَثَل بِالذُّبَابِ وَالْعَنْكَبُوت فِي قَوْله " يَا أَيُّهَا النَّاس ضُرِبَ مَثَل فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُون اللَّه لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبهُمْ الذُّبَاب شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِب وَالْمَطْلُوب ("

يا من يرى مد البعوض جناحه في ظلـمة الليل البهيم الأليل

ويرى منـاط عروقه في نحره والمخ من تلك العروق النحـل

ويرى خرير الدم في أوصاله متنقلاً من مفـصل في مفصل

ويرى ويسمع حس ما هو دونها في قـاع بحر مظلم متهـول

ثم بعد كل هذا يأتى العلم الحديث ليقول أن هناك كائنات تعيش على ظهر البعوضة أى فوقها سبحانك ربى

فى اللغة الإنجليزية الباعوضة MOSQUITO والمسجد MOSQUE لقد تم اشتقاق المسجد من الباعوض للتدليل على أن المسجد مكان تواجد الباعوض (المسلمون ) وكان ذلك فى بداية دخل الإسلام إلى أوروبا ــ يالجهلهم المطبق ــ ويالنا من كسالى و لا نستحق شرف كوننا مسلمين لم نوضح جمال الإسلام . إن الله لا يستحى من الحق ولكننا استحينا من الحق ولم نستحى من أنفسنا

ــ أى شخص فى أيامنا هذه فى بلدنا هذا يجد فى نفسه تشابها بينه وبين البعوضة مثل أنه يمص دم الناس أو أنه يحرم النوم على أعينهم أو على الاقل أن به (رزالة )هذا غير مقصود بالمرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;