الخميس، 18 نوفمبر 2010

نعم كنت سأقول له :"يا أبت لا تفعل ما تؤمر "

ركز معظم خطباء المساجد هذه الأيام سواء فى خطبة الجمعة أو خطبة العيد على مناسبة عيد الأضحى المبارك وإن كنت فى مثل هذه السن وقد انتهى أكثر من نصف عمرى الإفتراضى فإنى وطوال هذه السنون وفى نفس هذه الأيام أسمع نفس الخطب ولا جديد يقال

ويركز معظم الخطباء فى قصة الأضحية على طاعة الولد لوالده ــ وهذا جميل التركيز و الطاعة ــ فجميعنا يعلم ما كان فى قصة الفداء وقول سيدنا إسماعيل لأبيه سيدنا إبراهيم :"… يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين "وذلك عندما قال سيدنا إبراهيم لإبنه : " … يابنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى …"

ويدلل خطباء المساجد فى هذا المشهد على طاعة الولد لوالده وأنه لا توجد مثل هذه الدرجة من الطاعة هذه الأيام ــ وهذا صحيح أيضا ــ ولكنى قلت بينى وبين نفسى لو قال لى أبى مثل هذا الكلام لقلت له :" يا أبت لا تفعل ما تؤمر " ولسبب بسيط هو أن أبى ليس بإبراهيم النبى بل هو شخص عادى وأنا لست بإسماعيل النبى بل أنا شخص عادى فرؤيا الأنبياء حق أما رؤيانا فمن الشيطان ــإلا رؤية الرسول الكريم ــ وكذلك نعلم من السيرة الإبراهيمية أن سيدنا إبراهيم لم ينفذ الأمر الإلهى إلا بعد تكرار الرؤيا لثلاث ليال وذلك لأن مثل هذا أمر جلل عسير على أى أب حتى على الأنبياء

إن حاجتنا إلى فقه جديد تتزايد يوما بعد يوم وحاجتنا الماسة إلى تجديد الخطاب الدينى وزيادة الوعى لدى أئمة المساجد أصبحت ضرورة ملحة ولا غنى عنها

فمثلا فى موضوع ألاضحية نجد أن هناك أطراف كثيرة و جدليات كبيرة يمكن تناولها فى حوار سيدنا إبراهيم مع إبنه سيدنا إسماعيل مثلا تأمل لين الخطاب فى قوله "يا بنى " للتدليل على الحب والقرب من النفس والقلب وكذلك حين يعرض عليه الأمر فيقول " إنى أرى فى المنام أنى أذبحك " ليقول له أنه ليس منه ولكنه أمر من الله جاءه مناما ثم يدع له مجالا لإبداء الرأى فيقول :"فانظر ماذا ترى "

فهل يوجد مثل هؤلاء الآباء فى مثل هذا الزمان ؟

ثم تأمل ردود الإبن ــ سيدنا إسماعيل ــ يقول يا أبت ردا على يابنى للتدليل على الحب والطاعة وقول "افعل ما تؤمر " دليل على أنه فهم الأمر الإلهى ويطلب الإبن عليه السلام التثبيت و الصبر من الله فيقول " ستجدنى إن شاء الله من الصابرين "

اللهم صلى وسلم وبارك على أنبيائك أجمعين وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم

فيا أزهرنا الشريف ويا علماؤنا الكرام ويا أئمتنا الأجلاء نحن فى انتظاركم وستجدوننا إن شاء الله من الصابرين

وكل عام وأنتم بخير وفى طاعة الله وفى بر لآبائكم حتى تبركم أبناؤكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;