الأربعاء، 20 أبريل 2011

هى خلاص قفلت على كده

نعلم جميعا بشأن المظاهرات والإعتصامات فى محافظة قناالآن بسبب تعيين محافظ مسيحى لها ويقولون بأن ما يحدث ليس لكونه مسيحيا ولكن لأنه من خلفية أمنية حيث أنه لواء شرطة سابق وتسير أقاويل الله أعلم بصحتها بأنه قد شارك فى قمع مظاهرات 25 يناير

ولهذه المشكلة طرفان أساسيان هما شعب قنا نفسه والثانى هو الدولة المصرية ــ المجلس العسكرى ومجلس الوزراء ــ

بالنسبة لشعب قنا فإن الحقيقة وراء هذه المظاهرات هو كون المحافظ مسيحيا هم يقولون لأنه من جهة أمنية وهذا يخالف الحقيقة تماما وذلك لأنهم يعتقدون بأنهم مهمشون ــ وهذا حقيقى ــ حيث أن أول محافظ مسيحى يتم تعيينه فى مصر كان فى قنا أيضا وهو المحافظ السابق ــ بالمناسبة صدر ضده حكم قضائى بعزله من منصبه ــ وكانت تعيينات المحافظين فى العهد السابق تتم بصورة تعسفية بدون رأى أو مشورة لأحد ولكن اليوم فحين يتم تكرارها مرة اخرى معناها أنهم قوم تبع ليس لهم فى الأمر من شيئ وهم حقل التجارب لسياسات الدولة لأنهم قوم مسالمون ولا يعتد بهم ولا برأيهم ويفعلون ما يؤمرون

واقول لهم لو تم تعيين محافظ مدنى مسيحى هل سترضون ؟ أشك فى ذلك

هذا من جانب ومن جانب آخر يجب أن نعى جميعا أن المحافظ مجرد موظف فى الدولة مثله مثل أى شخص آخر وليس له ولاية عليهم كما يعتقد فريق كبير منهم بأنه لا يجوز تولى أمر المسلمين ــ غالبية أبناء المحافظة مسلمين ــ حاكم أو والى غير مسلم وهذا إعتقاد خاطئ تماما حيث أن المعيار الحقيقى لأى منصب هو الكفاءة وليس الدين أو العرق أو الجنس أو حتى اللون فهذه أمو دنيوية ونحن أعلم بشؤن دنيانا

ثم إنهم يعلمون تماما كون أن المحافظ السابق مسيحيا جعل موقفه فى منتهى الحساسية بالنسبة لما يخص المسيحيين لدرجة الجور عليهم فى أحيان كثيرة وللدرجة التى جعلت كثير من المسيحيين من أبناء المحافظة يشاركون فى المظاهات الرافضة للمحافظ الجديد

أما بالنسبة للدولة المصرية المتمثلة فى المجلس العسكرى ومجلس الوزراء فأقول لهم السؤال البديهى لماذا ؟ لماذا الآن ؟ ولماذا قنا ؟ولماذا التأخر فى الحل ؟ إن الدولة المصرية ظلت لعقود غائبة عن الصعيد ومشاكله وتشابكاته وتعقيداته القبلية حتى صارت طرفة بأن الصعيد دولة شقيقة للوجه البحرى الذى هو مصر التى تنعم فى الخدمات من تعليم ومواصلات ورعاية صحية

ثم لماذا التأخر فى التعامل مع المشكلة ؟

تم إرسال اثنين من ابناء الصعيد لكى يتفاهما مع الشعب القنائى ولكن لم ولن يتم التوصل إلى حل لأن هذا المجتمع معقد جدا فهو من جهة تراه صعبا جافا قاسيا ومن جهة أخرى تراهم أناس طيبون كرماء , من جهة تراهم تهون عليهم الأرواح مثل الثأر أو فيما يخص الشرف والعرض ومن جهة تراهم فى قمة الحنو على بعضهم وعلى جيرانهم وأهليهم , مجتمع معقد جدا يصعب تحليله وفهمه ولهذا أقترح حلا بان يعطى المجلس العسكرى وعدا منه لأهل قنا بأن يتم تعيين المحافظ لفترة مؤقتة لن تزيد على أقصى تقدير عن موعد الإنتخابات البرلمانية القادمة وذلك لمنع الحرج عن الدولة حتى لا يصبح الوضع أكثر صعوبة مع أى محافظة أخرى

كما نتمنى بأن يكون تعيين المحافظين بالإنتخاب وليس بالتعيين حتى نطوى صفحة الماضى تماما

;