الجمعة، 3 ديسمبر 2010

رائحة الحب ...... حاجتها إلى اللمس

ـــ " ماتت التى كنا نكرمك لأجلها فاعمل شيئا نكرمك لأجله "

ظاهرة الحب المسماه بالأم تستحق التأمل بحق

كيف لشخص أن يحب شخصا مثل هذا الحب ..... حب بلا حدود بلا موانع و بلا قيود .... حب غير مشروط ولا مرتبط بمصلحة أو غرض فى النفس ..... حب بلا انتظار لمردود أو لشكر حب بلا انحسار بل يظل فى ازدياد وبلا نقصان . حب مستمر سرمدى لما بعد العمر .....

أجمل و أصدق دعاء من الأم ... تشعر وكأنه يطير إلى السماء فى لمح البصر تتخطفه الملائكة وتأمن عليه وتقدمه إلى رب السماوات فيتولد لديك يقين بأنه مقبول

تأمل معى البداية

توجد بذور هذا الحب بداخل كل فتاة تحلم بالزواج بعريس الأحلام و بالإنجاب و حين يتحقق الحلم ويحدث الزواج تكون اللهفة للإنجاب .كل هذا وبذرة الحب تنمو كنمو الدم والعظام المكونة للجنين ومع طول فترات الحمل و الإحتمال ومع الآم المخاض وميلاد الجنين ومع صرخة المولود تزول كل الآلام ويخلق بدلا منها الإشتياق للرؤية و الإشتهاء للمس

و تمر الأيام وينمو المولود و مع مرور الوقت يزداد الحب تأججا حتى إذا كبرنا وصرنا رجالا نبحث عن الأنثى الأخرى حتى تكتمل بقية الحكاية الأزلية لأهل الأرض

وتأخذنا الدنيا ويكبر المولود وينزل إلى ساحة معارك الحياة ويكون بإمكانه أن يربط حذاءه بنفسه أن يلبس ملابسه بنفسه دون الإعتماد على أمه فتشتاق الأم للمسة تحن إلى لمسك فتتحايل بضبط الياقة وهى منضبطة ولكنها بحاجة إلى اللمس ،تتعلل بذرة من تراب على كتفك وهو نظيف فتنفض عنك كتفك لأنها بحاجة إلى لمسك

و منا من تأخذه الدنيا أكثر وينسى أمه ويتلهى بزوجة وأولاد مع أنهم فتنة يجب الحذر منهم

وفجأة يأتى من هو فى انتظارنا جميعا ويأخذنا إلى ما نحن صائرون جميعا فتكون المفاجأة

ما اصعب هذه اللحظة التى يأتيك فيها حيث لا رجوع انتهى الوقت و الأجل

ظلت شمعة الحب تحترق حتى آخر لحظاتها وهى تدعو لك تنسى نفسها وتتذكرك وتتلهف لإختطاف نظرة أخيرة منك

فى لحظاتها الأخيرة تريد أن تهبك شيئا لتتبارك به حتى تأتيها

ما أجمل هذا المخلوق المسمى بالأم

إذا ماتت أم الرجل جاءته الملائكة وقالت له :" يا ابن آدم ماتت التى كنا نكرمك لأجلها فاعمل شيئا نكرمك لأجله "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;