الجمعة، 2 سبتمبر 2011

النوم مع العدو

عقد بالأمس فى باريس مؤتمر أصدقاء ليبيا بحضور ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا والشيخ حمد بن خليفة حاكم قطر و عبد الجليل مصطفى رئيس المجلس الانتقالى الليبى وبان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة وبالطبع الرئيس الفرنسى ساركوزى وكان هدف المؤتمر هو بحث سبل دعم الثورة الليبية والمجلس الانتقالى فى مرحلة ما بعد القذافى والذى يبدو أنه قد اقتربت نهايته بعد فراره من طرابلس

بالنسبة لى ما يثير دهشتى هو لماذا ؟ فقد تساءلت من قبل عن سر تدخل الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى عسكريا فى ليبيا وبسرعة ولماذا لم يفعلوا مع سوريا واليمن بالمثل ؟ ولم أجد إجابة ولم يفيدنى أحد برد شافى إلى أن وقعت على ملحق الأهرام الأسبوعى بتاريخ 22 يوليو 2011 وبه حوارا هاما مع السفير صلاح السعدنى وهو أول سفير لمصر فى ليبيا بعد ثورة الفاتح مباشرة فقد وصلها يوم 3 سبتمبر 1969 وظل بها سفيرا حتى حتى نهاية العام 1976 وأوضح الرجل نقطة فى غاية الأهمية وهى المخطط الغربى لتقسيم ليبيا مع ضمان السيطرة على هلال النفط

إذن الهدف الأساسى هو النفط فقد قال الرجل فى نقاط محددة :

· مصانع تكرير البترول فى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا مصممة حسب النفط الليبى من حيث درجة لزوجتة وكثافتة

· ألمانيا قررت وقف تشغيل بعض المحطات النووية لديها مع نهاية العام الحالى وهى تمثل 20% من انتاج الطاقة لديها وباقى المحطات سيتوقف العمل بها بنهاية عام 2020 وهو ما يعنى بالضرورة الإعتماد على بديل آخر وهو طاقة الرياح من الصحراء الليبية مما دعاها إلى إيفاد مندوب مقيم فى بنغازى

إننا جميعا نعلم بشأن مخططات تقسيم الوطن العربى وتحويله إلى دويلات صغيرة وجيوب ,كلنا نعلم بشأن الشرق الأوسط الجديد , إذن الكعكة العربية قد تم تقسيمها مسبقا وكأن هناك بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية اتفاقية " سايكس بيكو الثانية " فقد استولت أمريكا وبريطانيا على العراق وهاهم فرنسا وألمانيا وبريطانيا يستولون على ليبيا ولا عزاء للشعوب العربية ولا لجامعة الدول العربية فقد تم ما تم فى ليبيا بمساعدة دول عربية فقد قالها كاميرون بالأمس وشكر كلا من قطر والإمارات العربية والأردن ومن قبله شكر ساركوزى أصدقاءه من العرب وخص قطر والإمارات العربية بالذكر وما خفى كان أعظم فالمخطط الغربى لتقسيم الوطن العربى يعمل على قدم وساق برعاية أمريكية وتخطيط إسرائيلى ونحن من نساعدهم على هذا عندما تفرقنا ولم نتحد ولم نأخذ بأسباب العلم والديمقراطية فتخلفنا عن الركب وعندما سلم بعضنا بعضا مخافة من أمريكا وطلبا للرضى السامى وظنا من البعض بأنه يحافظ على كرسيه ولا يعلم بأن الدور عليه آت وسيؤكل كما أكل الثور الأبيض فلا نامت أعين الجبناء

خوفى وقلقى من المستقبل يزداد يوما بعد يوم فهؤلاء الناس يسيرون وفق خطط ودراسات ولا يهدأون ونحن مازلنا غائبين ومغيبين

للأسف مازالت الشعوب العربية تفكر بالنصف الأسفل ــ البطن والفرج وكرة القدم ــ وهم فى الغرب قد حلقوا فى سماوات بعيدة وآفاق عالية

مازلنا " ننطح " فى بعضنا على الأرض وهم وصلوا إلى القمر

لست من أنصار القذافى ولا أى حاكم عربى فكلهم سواء عندى , فكلهم جاءوا بالوراثة أو التزوير كل الأنظمة العربية ديكتايورية متسلطة تخشى على عروشها ولا تخشى الله فى شعوبها ولست من أنصار نظرية المؤامرة بالكامل ولكنى مقتنع ومؤمن بأننا نحن من فعلنا هذا بأنفسنا حين سمحنا لهم بأن يفعلوه فينا فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;