الاثنين، 27 فبراير 2012

نظرة متعمقة فى مسألة تافهة



بالأمس بينما كنت خاررجا من بيتى لزيارة أحد الأصدقاء وجدت حركة غير عادية فى الشارع أناس يجرون وآخرون ينادون أن من هنا, ولما استفسرت عن الأمر عرفت الكارثة ,إنها عربة محملة بأسطوانات الغاز يقوم بتوزيعها السلفيون

ليس لدى اعتراض على ما يقوم به الاخوان والسلفيون تجاه المجتمع وبخاصة أنهم كانوا طوال العهد الماضى فى كبت وقهر وظلم فهذا لا أنكره ولكن الشعب المصرى كله كان كذلك وإن كانوا هم يزيدون

وما أثار استيائى هنا هو أصل الموضوع حيث أننا لا نعالج المشكلة من جذورها ولكن حتى الآن مسكنات لحظية وحتى الآن ليسوا ــ التيار الإسلامى ــ على الدرجة المرجوة منهم وملاحظاتى كالتالى :

1. التعامل مع المشكلات بنفس أسلوب النظام السابق : حيث يتم إعطاء مسكنات وليست حلولا جذرية فمثلا مشكلة اسطوانات الغاز تحل عن طريق وقف تصدير الغاز وتوفيره للمواطن المصرى ــ ولا يقول لى أحدكم نعدل السعر فهذا كلام فارغ سأحاول تفنيده لاحقا ــ وبخاصة وقفه عن إسرائيل فليس من المعقول أ، تقوم الدولة المصرية بدعم المواطن الإسرائيلى الذى يقتل إخواننا فى غزة ويقطع عنهم الكهرباء وعن المستشفيات ويضعهم تحت الحصار فهذا لا يرضى أحدا

2. الظهور وقت اشتداد الأزمة : حيث عندما تصل الأزمة إلى ذروتها يظهرون فى صورة المنقذ تماما كما كان يفعل النظام السابق حتى وصل الوهم بالبعض إلى التصديق بأنه إذا مرض الرئيس مرض الشعب كله وبأننا لا قيمة لنا بدونه وتم تقزيم شعب كامل أمام شخص واحد , فصورة المنقذ هذه جزء من سياسة الأنظمة الفاشلة

ليس من المفروض أن يتم إذلال المواطن بهذه الطريقة مرة من أجل رغيف عيش ومرة من أجل أسطوانة غاز ومرة من أجل لتر بنزين وهكذا , هذا هو ما أدى إلى الثورة على المخلوع ولكن إذا قامت الثورة الآن مرة أخرى فستكون من أجل إعادة المخلوع

3. من مميزات الظهور وقت الشدة أيضا أن يكون الظهور واضحا ومجلجلا وأن يعتقد الناس بأهميتهم ودورهم مع إنى لاأدرى إن كانوا يستطيعون توفير سيارة محملة فمن أين جاءوا بها ؟ وما الذى كان سيحدث لولم يأتوا بها ؟ هل كان سيشربها صاحبها ؟بالـتأكيد كان سيبيعها وهذا يؤدى إلى النقطة الرابعة

4. اختزال الدولة : سيقول لى أحدكم أن الرجل كان سيبيعها بسعر عالى ومعك حق ولكن أين الدولة هنا ؟ هذا ليس دور أشخاص فى جماعة معينة هناك أجهزة مهمتها الرقابة على الأسعار وحماية المستهلك من جشع التجار علاوة على المسئولية المجتمعية لكل أفراد المجتمع فحين يرى المواطن العادى جماعة معينة تقوم بدورالدولة ما الرسالة التى ستصل إليه ؟

للأسف حتى الآن تعاملنا مع المشكلات بصورة هزيلة ولا يدل على أن هذا البرلمان هو برلمان الثورة أو أن هذه الدولة لها هيبة , اعلموا أن الدول ليس لها كرامة ولكن لها هيبة تستمدها من كرامة مواطنيها والأفراد لهم كرامة يستمدونها من هيبه الدولة فمتى سقطت واحدة ضاعت الأخرى

لست ضد أحدا ولا أحابى أحدا ولكنى أشفق على حال المصريين البسطاء فأمة لها مثل اهتماماتنا لن تنهض , انظروا إلى الأمم الأخرى الهم العام فى ألمانيا هو عد براءات الإختراع والهم العام فى أوروبا معدل نمو الصين والهم العام فى الصين هو الكفاءة اليابانية والهم العام فى اليابان هو أمريكا والهم العام فى أمريكا هو أن تكون سيدة العالم والمسيطرة عليه

استحلفكم الله اكفوا المصرى همه العام من رغيف العيش وسترون منه العجب العجاب

هناك تعليق واحد:

  1. دعني أتفق معك فيما ذهبت إليه ، سياسة الأزمات هي سياسة أتقنها المخلوع وحزبة لدرجة أنها أصبحت متغلغلة في أبجديات حكم مصر ، وأتمنى أن يمر علينا أسبوع واحد بدون أزمة ، وللأسف بعد الثورة مازلنا نعاني من نفس الأسلوب في التعامل ، لا توجد نية حقيقية للقضاء على المشكلات من جذورها ، تفكيرنا سطحي وساذج والآليات المتخذة عقيمة ومتخلفة تجاوزها العالم بمراحل ، متى يكون صاحب القرار في مصر قادر على التفكير بظريقة الإزالة من الجذور وليس إعطاء مسكنات لحظية.

    ردحذف

;