الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

متى سنتخطى مرحلة الكلام ؟

عندما يكون الواحد منهم بألف رجل منا أليس هذا بشيئ يدعو إلى السخرية والحزن معا ؟ فلا تدرى أتحزن أم تفرح ؟!

هذه كانت حالتى عند ما تم الإعلان عن التوصل لإتفاق ــ صفقة كما يحلو لمشعل حماس أن يسميها ــ يتم بموجبه الافراج عن الجندى الاسرائيلى الأسير لدى حماس منذ خمس سنوات مقابل الافراج عن ألف سجين فلسطينى اضافة إلى سبعة وعشرين امرأة

وسر فرحى هو بالطبع رجوع هؤلاء الأسرى الفلسطينين إلى أهليهم وأحبابهم فكل منهم مظلوم طالب بحقه فى الكرامة وبحق وطنه فى الحرية

ولكن سر حزنى هو أن الألف منا بواحد منهم يعدوننا كزبد البحر ليس لنا قيمة وهذا للأسف بسبب حكامنا الذين لم يراعوا فينا ربا ولا ضمير

بالأمس صدعنا مشعل حماس فى خطاب مباشر على الهواء وهو يقول : " بأن الصفقة انجاز وطنى كبير على أرض فلسطين " أى انجاز ! وأى أرض ! وأى فلسطين !

أهكذا إذا تم إختزال القضية فى أسير ملأوا الدنيا به ضجيجا ؟

أهكذا إذا تم إختزال الوطن فى مجموعة من الأسرى الموت فى سبيله أحب إليهم من حرية فى ظل ذل الاحتلال ؟

أهكذا إذا تم اختزال التاريخ فى دقائق " على الهواء مباشرة " ؟

أهكذا إذا تم اختزال الأرض فى شاشة مسطحة تقاس بالبوصة ؟

يخرج علينا القادة من فتح أو من حماس وهم بلا حماس ويرتدون أفخر الثياب وأفخر البذات حليقى الذقون ومهذبوها مسترسلى الشعور فمرة تراهم من أمريكا أو من أوروبا ينزلون بأرقى الفنادق ويظهرون فى الشاشات الكوكبية وما ينالنا منهم سوى " صداع الكلام "؟

والشباب تدكهم المدرعات الاسرائيلية تدك فيهم الأحلام والبطولة تطلق مدافعها رصاصا وقنابل تصيب فيهم ــ قبل أن تصيب أجساد لم يبقى فيها مكانا لعضة كلب اسرائيلى ــ جدارا داخليا من عزة نفس وكبرياء فما وهنوا وما استكانوا

والبيوت تدكها الجرافات فيدافع عنها أباء وأمهات وعجائز أهدونا مساءا ــ ونحن نتابع نشرة الأخبار ــ دروسا فى العزة والبطولة والرجولة , تلك التى نظن أننا قد أثبتناها بدم النساء على فرش من حرير فصارت مجسدة فى أطفال نرى فيهم بطولاتنا الزائفة فضاعت فيهم وفينا معانيها فصار جبننا مقنعا وصارت خيانتنا لفلسطين مبررة وأهدوا فلسطين صباحا فلذة كبد فى باقة من ورد الشهداء ترفرف فى سماء حلم جميل لا يكدر صفوه إلا خنوع وجه قائد يحمل الملف والمفتاح إلى سيده فى بيت أبيض تخرج منه رائحة النتن ونذر الخراب

إلى أمى فى فلسطين :

لا يحزنك كلامى ولكن للأسف حكامنا العرب جعلوا منا بضاعة رخيصة الألف منا بدرهم

والله إن ابنك الصغير الذى يخرج صباحا حاملا حجره فى يده والكتاب فى اليد الأخرى وعلى ظهره يحمل خيانات ملأت صفحات التاريخ سوادا لأشباه رجال سموا أنفسهم ملوكا علينا فباعونا بثمن بخس لأعز وأكرم عند الله من كل جنرالات اسرائيل .... ومنا جميعا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;