الخميس، 11 أغسطس 2011

التعمق فى السطحية

بالطبع لثورة 25 يناير العديد من المكاسب وكان من ضمن هذه المكاسب التى قيل عنها قبل شهر رمضان هو قلة المسلسلات التليفزيونية هذا العام وذلك لاضطراب البلاد والعباد قبل الشهر الكريم وكان هناك اقتراح بالتسلى بالفرجة على محاكمات الفاسدين من أعضاء النظام السابق

وكم سررت بهذا الخبر أيما سرور وإذا برمضان يأتى وتنفجر فى وجوهنا ماسورة من المسلسلات التليفزيونية التافهة والبرامج السطحية المكررة وكأنه لم تكن هناك ثورة !!

وإنى لأعجب أشد العجب من أناس يتابعون كل هذا الكم من المسلسلات والتى للأسف هى كلها قصص تافهة ومكررة وسطحية ــ إلا القليل منها ــ ثم أنه كيف يتأتى له الوقت الكافى لمتابعتها وكذلك توفير وقت العمل والنوم والصيام والقيام وقراءة القرآن لأننا من المفترض أن نكون فى شهر عبادة وليس شهرمسلسلات

دعك من كل هذا فحتى العلماء المختصين يحذرون من الجلوس طويلا أمام التلفاز لأنه يقلل من معدلات الذكاء ويعلم الكسل والبلادة

إنى لأتحسر على مثل هؤلاء الذين يضيعون أوقاتهم و أعمارهم هباء واسائل نفسى بماذا سيجيبون رب العالمين عن السؤال عن عمره فيما أفناه ؟ فلن تزول قدماه حتى يجيب

أنا أعرف كثيرين وبخاصة من النساء يتابعون المسلسلات والأبطال بمنتهى الدقة والشغف وكأن البطل التليفزيونى بطل قومى ويتمادون فى حوارات تافهة عن القصة ومغزاها والبطل وحسن أدائه حتى الملابس وألوان الحوائط والديكور لدرجة أنه جاءنى سؤال عن رأيى عن أفضل مسلسل رمضانى هذا العام ولما ينقضى الشهر !!

لست ضد الفن وأهله أو الترفيه والترويح عن النفس ولكنى ضد أن تكون هى همنا الأول وشغلنا الشاغل والبلاد بلا رأس أو رئيس

ضد أن تشغلنا توافه الأمور وتجرفنا بعيدا عن العلم وكسب القوت والعمل الصالح والقراءة والتفكر فى أمور ذات أهمية أم ترانا قد حللنا كل مشاكلنا ؟!!

افيقوا يرحمكم الله فكل ما أود قوله هو ضعوا الأمور فى نصابها الحقيقى ولا تظلموا أنفسكم فتندموا وعندما تبحثوا عن ترفيه فليكن إما ترفيه يثقف أو تثقيف يرفه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;